أنه الأحد ـ ثاني أيام الدراسة
أمطرت مساء الأمس وصباح اليوم ، ولذا اخترت هذه الصورة لليوم
لم أكتب البارحة ، أشعر أن متطلبات الجامعة تحاصرني من كل صوب حتى لا أعود أجد مكانًا لـ راحتي ، ولكني أحرص أن استفرد على الأقل بأواخر الليل وأوائل الصباح ، ومع ذلك فهذه ليست أوقاتٌ جيدة للكتابة .. ولذا أعلم أني سأبتعد
ولكني أرجو أن أستمر هنا على الأقل فما تبقى على يوم ميلادك شهران
بعيدًا عن هذا تبدين لي جدُ كئيبةٍ ، ترغبين في الإنعزال ولا تريدين التحدث ، أعلم أني أتحمل جزءً من مسؤولية عدم رغبتك في الحديث
ولكني آملت حقًا أن تبدئي الفصل الجديد بهمةٍ أقوى وصفاءٍ يستمر أكثر من لحظاتٍ تتحطم بعدها آمالك
أعلم أنك تخفين في روحك الكثير ، ويزعجني كثيرًا أنك لست قادرةً بعد على نفض روحك منها والبدء من جديد ، فحقًا ما ينتظرنا هذا الفصل يحتاج تفاؤلاً كبيرًا وإيمانٌ بأن النهاية ستكون جميلة
حين سمعت المطر يهطل من نافذة غرفتي البارحة كان صداعي في أوجه ولكني تحاملت لأني أشتاق المطر وأشتاق أن أرى الأسطح كـ الزجاج في الصور مبعثرٌ بقطراته ومع ذلك عدت لفراشي بعد عشر دقائق ، وكم أسعدني أنه استمر في الهطول صباحًا ، كان رائعًا جدًا .. لا أدري إن كنتِ تنفستِ بعمقٍ هواءه النقي اليوم ولكني سعدت كثيرًا حين مشيت من الكلية حتى مبنى الـ G .. لأول مرةٍ أبقى خارج القاعة بعد وصولي ، اكتشفت أن النظر إلى الجامعة من الطابق الأول للمبنى جميلٌ جميل .. لأنك حينها تراها من بعد ، وترى السيارات تسير والأشجار وتلك المساحة الواسعة التي لا تحمل سوى هواءً نقاءً وتسمح للنسيم البارد أن يصلك
رغم أن هذه الصورة تمثل الكثير من صورة المطر في داخلي إلا أن المطر صباحًا أجمل .. ومع ذلك لم أغني أنشودة المطر
لم أكن أريد السماح لسعادتي النقية أن تتيه بكلمات السياب
أردت فقط أن ابتسم ولا أحلل بعد لماذا أفعل
رغم أننا بدئنا بداية صعبة وأعلم أن القادم أصعب إلا أن ما يزعجني هذه الأيام حقًا هو صمتك .. وعزلتك التي أعلم أني لا تخفي سكونًا بل تخفي ألمًا
وأعلم أنك ترينني بعيدة ، وتشعرين مجددًا كأنك بلا صديقة ، إنها إحدى اللحظات التي تثبتين فيها لنفسك صحة دعواكِ بعدم التعلق بأحد
ولكن الحقيقة أني لم أعد أعرف ماذا أفعل لك ، فما تعانين منه لا يمكننه مسه بأي طريقه ، ومواساتي لن تنفع بل ستتعرض لسخريتك وتزيد من شعورك بأني لا أفهم
أأكون مخطئةً إذن إن قررت تجاهل ذلك والأمل بأن تنخرطي في الحياة الجامعية ؟!
متى يأتي المطر مجددًا يا ترى ؟
تراكِ كتبتِ ولا تريديني أن أقرأ بعد أن عزفت عن مناقشة ما كتبتِ آخر مرة؟
لا أدري
ولكن شكرًا .. لأنك يوم المطر تذكرتني .. وصورتِ هذه
وشكرًا
لأنك تفهمتِ حبي لقصيدة السياب
شكرًا .. لكل صورة =)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق