رناد ناولتني هذه النرجسات الثلاث وطلبت مني أن أعطيكِ إياها غدًا !
هيّا ، يجب أن يحسن هذا مزاجك D-:
الحقيقة يا صديقتي أني لست قوية ، وإن قلت ذاك يومها فلأحثك أن تكوني ، وربما لأفتح أي حوارٍ منك .. ولكنك تميلين للصمت .. وأنا لا ألح .. ففي داخلي يسكت صمتٌ أنا الأخرى .. ربما هو وليد صمتك .. ربما هو وليد تيهي .. لا أدري حقًا
إن سألتني " كم من عشرة ؟ " فلن أجد إجابةً أستطيع الوثوق بصدقها ولذا أصبحت ألوذ كثيرًا بـ " 6 .. الحياد " لأهرب من التفكير بما أنا عليه حقًا .. رغم ميلي للرضى وإصراري على مساندة روحي لئلا أغرق في الضيق ، رغم كل شيء ففي روحي صمتٌ كبير .. ورغبةٌ في الإنفجار ربما .. ولذا حين أرسلت لي بوحك اليوم وجدتني أبكي .. أردت للدموع أن تهطل فقط وتطهرني !
لسببٍ ما أشتاق علوان .. ربما أشتاق أحادثينا الأدبية البحتة .. ما الذي تغير ليصبح الكون أقل متعة .. وأكثر ضيقًا وهمًا ؟
لم أصبحنا نتباعد كثيرًا لئلا نتصادم في بعضنا ؟! هل أصبحتُ قليلة الصبر ؟ هل صرت أرسم خطوطًا صارمة وأطلب من الجميع موافاتها ؟
أظن أني أفعل ! ولذا فإني أهدم تدريجيًا ما بنيته وينتهي بي الأمر بمزاجٍ لا أستطيع حتى تصنيفه .. ماذا أفعل لأعيد لهذه الروح ولكوني بأسره توازنه يا مزنة ؟
أحيانًا أشعر أني لا يجب أن أفعل شيئًا ، أتجاهل كل شيء وأحرص فقط على القراءة ، وأحيانًا أخرى أشعر أني أبالغ في تجاهل روحي لأفاجئ بعد بهذا الخواء ..
وكلما ابتعدت عنك كلما اشتد ضيقي ، وكلما اقتربت وأدركت أني حتى في قربي بعيدة اشتد أكثر .. يااااه كم أتوق فقط لأيامٍ صافية ، لا شيء مميز فيها .. فقط هدوءٌ مريح .. حتى الهدوء الذي نصطعنه هذه الأيام لا يكون مريحًا أبدًا !
لم لا نتنفس براحةٍ فقط يا مزنة ؟ لمَ بحق الله نحمل الكون همومًا أكبر من حجمه !؟ لم لا نستيقظ صباحًا ولا نتنفس إلا هواءًا جديدًا لا يحمل تراكمات الأمس ؟ لم لا نعيش اليوم بأبسط الطرق الممكنة ونبتسم بصدق ونلقي تحية الصباح على كل الكائنات ؟
هل أخبرتك أنهم اقتلعوا الأزهار التي كنت أمر عليها دائمًا في كلية الزراعة ؟ واليوم أوقفت السيارة أمام الكلية لأرى إن كان الأمر يستحق فعلاً أن أترك مكاني المفضل لأجل حفظ الوقت .. ولم أحبذ الأمر .. سأعود لمكاني غدًا .. وإن كنت سأرى مقبرة الزهور في طريقي =(
أقرأ لحنا مينه ، رغم أني أدرك أنه على الأغلب سيشعرني بالملل لأنه يميل إلى التفلسف كثيرًا إلا أني أردت أن أقرأ لشخصٍ بيني وبينه علاقةٌ مميزة .. وحنا مينة لسببٍ ما واحدٌ من هؤلاء الأشخاص ، لم يكمل دراسته وكان يعمل حلاقًا .. أنه حقًا شخصٌ مميز
وماذا بعد يا صديقتي
عذرًا لأني لا أنقب في بوحك كثيرًا ، عذرًا لأني أتركك للصمت أيامًا دون محاولاتٍ لاجتذابك ، لم أعد أثق فيما أستطيع فعله إن أجبرتك على الحديث .. وأنتِ تصبحين عنيفةً أحيانًا في محاولة اختباري .. وينتهي الأمر بأن تنفجري غاضبة وأعلم أنك ستفعلين ..
وحتى في ذاك الحين لا أجد ما أرد به ..
ليكن الغد أجمل يا مزنة ، ليكن أنقى وأصفى وخالٍ من كل هذا السواد .. لا شيء يستحق أن نلطخ أيامنا بالحزن
لنذهب غدًا لتناول الآيس كريم عصرًا ..
وليس في الكون بعد ما يشين خخ
كوني سعيدةً ذهبيتي
وتذكري فقط كل الأشياء الجميلة في الحياة
وهذا بطبيعة الحال يشملني فقط !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق