الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

أحبكِ أكوامًا لا تحصى



هل تذكرين ؟
اليوم الذي " تعنترت " فيه وجئت إلى المستشفى بلا "لابكوت" وانتهى بنا الأمر في المكتبة أنا أتظاهر بالقراءة وأنتِ منكبة على الـ آي باد ترسمين ، كنتِ شبه غاضبةٍ مني ذلك اليوم ـ وهل أستطيع لومك ! ـ ومع ذلك حين انتهيت من الرسم وأريتني إياها تفاجأت أنها وردةٌ بنفسجية رائعةٌ جدًا مع إهداءٍ لي ..
وقتها تسائلت فعلاً كيف لك أن تكوني بهذا الصبر معي ؟
الآن حين فتحت المكان هنا أدركت أني لم أكتب منذ أمدٍ طويل ، كيف لم أفعل !؟ كيف أتجاهلك دائمًا وأنشغل بنفسي وأنتِ التي ما انشغلتِ عني يومًا ؟
إن كان من شخصٍ أدين له بملء الأرض اعتذاراتٍ فستكون أنتِ ..
ولكن هذا حتمًا ليس ما أريد قوله هنا فأنا أعلم حجم انزعاجك من موضوعٍ كهذا

إنها إحدى فتراتنا العصيبة يا صديقة ، حين أغوص في الضيق أحيانًا أفكر كيف كنتِ أيضًا تعانين طوال الفصول الماضية وكنت أرى ضيقك مبالغًا فيه وأتسائل لم يستمر طوال هذا الوقت ، أعتذر كثيرًا لأني لا أفهم يا مزنة .. ولكن صمودك طوال هذه الفترة يعطيني القوة والأمل في أني سأستمر .. 
الحق أني حتى في أفضل حالاتي لا زال التفكير في المستقبل يتعبني ، وماذا إن تخرجت ؟ ألن تكون حياتي متعبة كحياة كل الأطباء ؟
ولكن ما أحاول فعله الآن هو التفكير في الوضع الراهن ، التفكير في أن الغد سيكون جميلاً وأني سأتحسن .. هذا يكفيني حاليًا وكم أتمنى لو أنه يكفيكِ
ماذا نفعل يا مزنة .. إنها الحياة تهبنا من الجمال وغيره أنصافًا ، ولكننا لا نرى الجمال دائمًا ، لا نستطيع أن نفعل حين يغزونا الضيق
لو أننا يا صديقتي نتعلم الإلتفاف لكل التفاصيل الجميلة في حياتنا ، لو أننا نجد السعادة والأمل في مجرد القدرة على الحديث والتنفس والتحديق في السماء .. لو أننا نستطيع تقبل النقاط السوداء .. لو أننا نهتم بالآخرة أكثر من الدنيا 
لكانت الحياة أجمل ، ولاستطعنا العيش دون اختناقات .. ولوجدنا قوةً دائمًا للاستمرار

وبعد 
أظن أني لو كتبت أكثر لبدأت بالهذيان ، أجد في نفسي قابليةً للإنحراف كثيرًا هنا وهناك.. 
الأرجح أن فلسفتي لم تساعدك كثيرًا ، ولكنها في الحقيقة أسعدتني  ، فحين ينتكس مزاجك لا تعودين راغبةً في مناقشة الأمر كثيرًا ولذا فالحديث هنا معك ـ غصبًا عنك ! ـ يسعدني =)
أسأل الله أن يبعد كل يعكرك لتعود ابتسامك بجمال صورتنا التي أمامي الآن ..
وما الجمال يا سيدتي سوى صديقتين قصيرتين بنظارتين سوداوتين تسيران معًا في مستشفى لا تفهمان منه شيئًا خخخ

كوني بخيرٍ حبيبة الروح

وتصبحين على وردٍ بنفسجي =)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق