إنها ليلة السبت ، بقي يومٌ على تخرجنا ولا زلنا ننتظر غدًا أفضل يساعدنا على حضور الحفل ، هذه الأيام الصعبة تعجننا جيدًا يا صديقتي.
حين بدأ الأمر بمرضي ظننته عابرًا ، كثيرًا ما يزعجنا الإلتهاب ثم نتعافى بعد عدة أيام ، ولذا شعرت بالذنب لتركي العمل ، ولكن حين تفاقم الأمر وبدت لا أستطيع فعل شيءٍ بعيني أدركت أنه امتحانٌ وأني سأقضي وقتًا عصيبًا ، كله ذاك كان سيئًا ، ولكن الأسوأ أن ترى نفسك تخرج بسلامٍ بعد حين ثم يسقط سواك في الحفرة ، مدركًا أن سقوطهم له علاقة بك.
لا أقول ذلك لأقر شعوري بالذنب بل لأقول أن كل هذه الأحداث تخبئ لي ـ كما ولك ـ درسًا ربما كان لابد لنا أن نتعلمه بهذه الطريقة الصعبة ، ولكننا دائمًا نخرج من الابتلاءات بروحٍ أقوى يا صديقة.
نعم صداقتنا كانت قوية ولكنها الأن أقوى ، أصبحنا نتشارك العدوى أيضًا كما تقولين ، لا أشك أن محنتي كانت ستكون أصعب بكثيرٍ لولا وجودك بقربي ، أنا شاكرةٌ لك كل لحظةٍ قضيتها معي أو لأجلي بأي طريقة ، وإن كان من المؤسف أن العدوى انتقلت لك فكم أرجو أن يواسيك أنك أنقذت روحي من الإكتئاب كل يومٍ في تلك الفترة.
صدقيني أعلم كم هي متعبة روحك الآن ، ولا أشك أن تعبك في الحقيقة أكبر بكثيرٍ مما عانيته أنا ، أنتِ التي جائك المرض قبيل التخرج وقبيل سفرك أيضّا بكل ما يحمله ذاك من قلقٍ نفسي وتعبٍ جسدي . أعلم أن الكثير من المواساة الآن قد لا تفلح ، وأنك ـ كالكثير من اللحظات المغرقة في السوداوية ـ لا تؤمنين أن شيئًا عن يجعلك تشعرين بتحسنٍ.
ولكن
ستمضي يا صديقة
سيهون كل هذا الضيق
سيرحل
صدقيني سيرحل
اتركي رأسك في كتفي وأغمضي عينيك وتصوري سماءً مليئة بالنجوم وهواءً عليلاً يعيد للروح نَفَسها
وتذكري أن أيامًا جميلة قد مضت
وأن أخرى ستأتي
تذكري أن ضعفك الآن لا يهم ، لأنك تستطيعين الإستناد علي ، سأكون قدماك حين تعجزين عن الوقوف ، سأحملك بين ذراعي حين تخور قواك وتشعرين بالرغبة في الاستسلام.
سأتنفس عنك وآكل عنك وأشرب عنك ، وحين تهدأين ساكون بقربك لأعطيك سببًا للنضال.
وستنقضي هذه المحنة يا صديقة
لن تكون الحياة هادئة بعدها ولكننا سنجد هواءً أنقى وأيامًا أكثر راحة.
وما يهم
أننا سنكون معًا .. دائمًا وأبدًا
لأنك قطعةٌ من روحي